أحفير مدينتنا العزيزة ، أضحى واقعها كواقع من يقف على قارعة الطريق يقوم بعملية ’ السْطوبْ ’ ،و هو يترقب بشغف كبير، أن تقف له سيارة أو أي شيء يتحرك ؟؟، ليُنقل إنتقالا من إنتظاره إلى مقصوده البعيد .
الذي يقوم بعملية ’السطوب’ ، لا تهمه أبدا ماركة السيارة التي من المتوقع أن تتوقف عند قدميه ، كما أن هذا الذي قتله الإنتظار و التهميش و اليأس؟؟،لا يشترط مسكين، أي مواصفات في العربة و سائقها ، أرا غي يتكرم و يوقف لو شي مرضي الوالدين؟؟ أو شي راجل زين ؟؟ يديه معاه فين بغا ..
الهَمُ الأول لمول ’السطوب’ ، هو أن يترك خلفه مكانه الذي هو قابع فيه ، لـيذهب و ينتقل سريعا إلى غايته المأمولة، فعلى صخرة إنتظاره تكسر هاجس الميكافيلية ، إذ لا يصبح من العيب تماما الأخذ بعين الإعتبار بقولة الغاية تبرر الوسيلة..، فأحفير يجب أن يلتفت إليها و تستفيد و لا يستفاد على ظهرها ، المدينة في حاجة إلى من يخرجها من عنق الزجاجة، و يفتح عنها الأقفال بأي وسيلة، سنبلة أو حصان أو كان من كان ؟؟ .
مرت السنون.. و أحفير الدير ’السطوب’ "السطوب المجازي"، للسيارات الفارهة و للمكاتب العالية لمعالي الوزراء و المسؤولين، و لضمائر سيادتهم الميتة ... ، لكن لم يتوقف عندها أحد ؟؟، ليحملها ثم ينقلها من النسيان إلى الإعتراف .
غير أن مؤخرا بدأت تطفو على البحر،الذي عمقه فوضى و كذب ، و واجهته هدوء و أدب ، بعض مؤشرات الحياة تدب في ضمائر و سيارات بعض الوزراء و كبار الموظفي الدولة .. و لقد شاب الأحفيريون من أجل هاته اللحظات التاريخية ، التي أُدخلت خلالها مدينة مغربية إستراتيجية إسمها أحفير ، في دائرة الإهتمام الجغرافي .
من مروا من عمليات ’السطوب’ ، يعلمون جيدا بأن هناك عرف في هذه القضية ، فأول ما يبادر به المستفيد عندما تقف له سيارة ما ، هي قيامه بإنحناءة و إطلالة على صاحب السيارة ، ثم تحية و إبتسامة ؟؟ تفاؤلا و أمالا في ركوبها و عينه على " أن تكون الرحلة و التوصيلة فابور و لوجه الله ؟؟" ..
هاته الأعراف و القاعدة ’ السطوبية ’ ، على أحفير أن لا تتجاوزها في تعاملها مع من وقفوا لها و فيها من وزراء و وفودهم و سياراتهم ، كما أن على مدينتنا و أهلها، أن لا ينسوا أجهزة الـــ GPS ؟؟، التي كان لها دور أساسي و يرجع لها الفضل بعد الله ، في أن تعرف تلك السيارات و أصحابها، بأن هناك على خارطة المغرب طرق و فيافي، توصل فعلا إلى مدينة أحفير .
على كل حال نقطة حسنة تسجل لمن وقف في أحفير ، و كثير من الشكر و الإمتنان لمن إستجاب لعملية ’السطوب’ الأحفيرية، أو ساعد عليها ..
و كم كان ديموقراطيا، لو إنعدمت في عالم السياسة المغربية ، و إنتفت في ميادين تسيير شؤون البلاد و العباد، أمر إسمه ( مسؤول سامي مزيان ، وزير مرضي لواليدين ، ملك رجل زين،... ) ، حتى لا تبقى و تصير المبادرات و الزيارات و إقامة المشاريع ، تبنى على مزاجية معاليهم، أو بناءا على إنتماءاتهم الجهوية أو القبلية أو الحزبية أو غيرها.. .
فماذا مثلا لو لم يكن وزير الوظيفة العمومية و مستشاره من أحفير؟، و ماذا أيضا لو لم يكن نائبا المنطقة واحد من أحفير "الدكتور الزردالي " قد ضغطا و زاوكا في " وزير الصحة " لكي يزور أحفير ؟.
الدول الراقية و المجتمعات المتقدمة ، لا تتذوق طعم الإهتمام و الزيارات فقط عند المناسبات ، و لا تبني نماءها و إزدهارها بــ"رشوقية " السي معالي الوزير أو السي المدير ، بل إستنادا إلى أرضية العدالة إجتماعية المتينة، و على أسس دستورية شعبية و عمل صادق لدواليب المؤسسات، ... حينها يصل أحفير نصيبها ، حتى لو كان السيد عبد العظيم كروج من شيشاوة ، و يطمئن القلب و لا يقلق إذا ما غادر الوزير المسؤول مكتبه ، فالمسألة لم تعد شخص بل مؤسسة ، و هذا ما لم يتحقق في مغربنا بعد، وهو ما يجعل من حق المتتبع أن يقلق .
أحفير مَخْصوصَة و راها مازال الدِيرْ’السطوب’ ، و هي مستعدة أن تركب مع من كان ، لتصل إلى ما وصلت إليه مدن مغربية أخرى ، فقط يبقى على من يقف لها و فيها ، أن لا يغيب عن علمه، بأن إلّي قاريه الذيب حافْظو السلوقي .
abuhidaya@gmail.com
facebook.com/abuhidaya