محمد وشاني، المعروف بلقبه الشعبي "الزايخ"، هو شخصية مميزة في أحفير، اشتهر ببيع أكلة "كران" أو "الكرانتيكا"، وهو طبق شعبي يلقى إقبالاً واسعاً، خاصة في مدن شرق المغرب.
شخصية الزايخ ليست مرتبطة فقط بعمله البسيط كبائع لهذه الأكلة، بل تتعدى ذلك إلى أبعاد إنسانية واجتماعية جعلته رمزاً محبوباً بين الناس.
الزايخ الذي يقدم وجبة "كاران" مجانا بعض المرات، بتنسيق مع محسنين، يبحثون عن دعوات الترحم لآبائهم، له عربة متنقلة. يرتدي لباسًا بسيطًا، يعكس التواضع والبساطة. وجهه مشرق بابتسامة دائمة، تعكس رضاه الداخلي وحبه للخير.
هذا الزايخ ليس مجرد بائع، بل هو حلقة وصل بين المحسنين وأهل الحي. يتعاون مع محسنين يبحثون عن وسائل لتقديم صدقات جارية، حيث يقبل منهم دعمًا ماديًا لإعداد الكاران، ثم يقوم بتوزيعه بالمجان، بنية التصدق على المتوفى الذي يخصص له هذا العمل الخيري.
يمكنك أن تراه محاطًا بالأطفال والعائلات، يتحدث معهم بود ويمدهم بالوجبة الساخنة. يتميز سلوكه بالحكمة، إذ يحاول إيصال رسالة الخير والإحسان، مما يجعله محبوبًا ومقدرًا في مجتمعه.
أسباب اختياره شخصية الشهر:
الشعبية الواسعة: الزايخ اكتسب مكانة خاصة في قلوب الناس بسبب تواضعه وسعة صدره. فرغم بساطة عمله، كان وجهه دائماً مشرّقاً بابتسامة، وهو ما جعله قريباً من الجميع، سواء من البسطاء أو الشخصيات البارزة في المجتمع.
العمل الدعوي القديم: إلى جانب أنه يُعرف كبائع للكران، كان الزايخ نشطاً في المجال الدعوي، حيث كرّس جزءاً من حياته لنشر القيم الأخلاقية والتوجيه في المجتمع. هذا الجانب أضاف عمقاً إلى شخصيته وجعل تأثيره يتجاوز نطاق عمله اليومي.
حبه للخير: معروف بحبه للعطاء ومساعدته للآخرين، سواء من خلال تقديم المساعدة المباشرة أو مشاركته في الأنشطة الخيرية. يُقال إنه كان دائم السعي لإدخال الفرح على قلوب من حوله، وهو ما جعله شخصية إيجابية يُحتذى بها.
رمز للكفاح والبساطة: يمثل الزايخ نموذجاً للشخص الذي استطاع أن يوازن بين الكفاح من أجل لقمة العيش وبين الحفاظ على أخلاقه ومبادئه. لم يكن يسعى إلى الشهرة، ولكن أفعاله وحبه للناس جعلته أيقونة شعبية.
"الكران" كوسيلة للتواصل:
لم يكن بيع الكران مجرد مهنة بالنسبة له، بل كان وسيلة للتواصل مع الناس وبناء علاقات اجتماعية متينة. وجعله هذا العمل مصدرا لرسائل الأمل والتفاؤل، وربما أيضاً لتذكير الناس بالقيم التي كان ينادي بها في عمله الدعوي.
لماذا يُعتبر رمزاً؟
اختيار شخصية مثل الزايخ يعكس الاحتفاء بالنماذج البسيطة المؤثرة في المجتمعات. شخصيته تجمع بين البساطة والعمق، وهو ما يجعله مثالاً على أن التأثير الحقيقي لا يحتاج إلى منصب أو أضواء، بل يكفي أن تكون قريباً من الناس، تسعى لخيرهم وتُشعرهم بقيمتهم.
تكريمه كشخصية الشهر خطوة ملهمة تعزز من قيمة العمل البسيط وتُبرز الجانب الإنساني في حياتنا اليومية.